الجميع بما فيهم أنت يرغبون في أن يكونوا محط اهتمام الآخرين ومحور تركيزهم، ولكن أثبتت العديد من التجارب والدراسات أننا نبالغ في تقدير مدى اهتمام الآخرين بتصرفاتنا، ومدى ملاحظتهم للتفاصيل المتعلقة بنا.

عندما تلوّث ثيابك بقعة صغيرة في حادث عرضي، تشرع في تبرير ذلك إلى زملائك في العمل لتكتشف أنهم لم يلاحظوا هذه البقعة إلى أن أخبرتهم عنها. وعندما تتلعثم في لفظ كلمة خلال أحد العروض أو المحاضرات وتعتذر بعد ذلك عن هذا الموقف في دردشة مع أحدهم، تتفاجأ أنه يسألك: أي كلمة تلك التي تتحدث عنها؟ فهو لم يلاحظ شيئاً.

هناك العديد من المواقف المشابهة التي نصادفها في حياتنا المهنية والشخصية ونكتشف أننا كنّا نبالغ في تقدير ما يوليه الآخرون لنا ولتفاصيلنا الخاصة.

هذه المبالغة ليست في الجانب السلبي فقط وإنما في الجانب الإيجابي أيضاً، فعندما تقوم بمشاركة صورة أو خبر على مواقع التواصل الاجتماعي مثلاً، تبالغ في تقدير من رأى هذه الصورة أو قرأ هذا الخبر، وتعتقد أن تلك المعلومات قد وصلت إلى الجميع وهي الآن محط اهتمامهم.

من التجارب الشهيرة في هذا الموضوع ما قام به البروفيسور وعالم النفس توماس جيلوفيتش في جامعة كورنيل حيث طلب من بعض الطلاب ارتداء قمصان مطبوع عليها صور كبيرة وغريبة لنجوم مشهورين، وطلب من كل منهم الدخول إلى أحد الصفوف الأخرى خلال المحاضرات بحجج مختلفة كالسؤال عن شيء معين أو طلب أداة ما.

بعد سؤال الطلاب الذين كانوا في الصفوف، وجدت الدراسة أنه وفي أفضل الحالات 25% فقط هم من لاحظ الرسومات الغريبة على القمصان، وفي حالات أخرى كانت النسبة أقل من ذلك بكثير.

ربمّا عليك الاسترخاء قليلاً، فأنت لست مرئياً بالقدر الذي تظن.