عرف البشر الجسور منذ القدم كأداة للانتقال بين نقطتين بينهما عائق قد يكون وادياً أو نهراً أو شارعاً أو غير ذلك. هناك جسور شُيدت منذ آلاف السنين وما زالت مستخدمة إلى يومنا هذا ومن أقدمها جسر أركاديكو في اليونان الذي يعود تاريخ بنائه إلى حوالي 3 آلاف عام.

هناك نوع آخر من الجسور هو جسور المعرفة، تلك التي توفر النصائح والمعلومات والخبرات لنقل متلقيها من مكان إلى مكان متجاوزاً العوائق ومختصراً الزمن.

إذا نظرت حولك، سترى طيفاً من المهنيين يتمايزون عن بعضهم البعض في التعامل مع جسور المعرفة.

  • البعض يرى أمامه جسراً من المعرفة بناه آخرون فيمشي عليه ويختصر على نفسه الطريق، ويطوي المسافة بينه وبين هدفه.
  • البعض يرى أمامه جسوراً من المعارف ولكنه يفضّل الطريق الطويل المتعرج الذي يعرف، فيسلكه باذلاً الكثير من الجهد والوقت.
  • البعض يعرف مكان أحد الجسور فينقل الخبر ويشاركه مع الآخرين عسى أن يستفيدوا. أحياناً يكون قد سلك بنفسه هذا الجسر، وأحياناً أخرى لم يسلكه ولم يره بأم العين، وإنما سمع به من أحدهم.
  • البعض يعبر جسراً ما، فيقرر حاجته إلى التوسيع والتحسين، فيشمّر عن ساعديه ويعمل جاهداً لتسوية هذا الجسر، وجعله ممراً سهلاً للآخرين.
  • البعض ممن نذكرهم على خجل، يمشون على جسر فيهدمونه ورائهم لكرههم أن يصل أحد غيرهم، أو يرون جسراً فيحذرون ويخوفون الآخرين منه دون حق وبغير بيّنة.
  • أما النوع الأخير، فهو ذلك المهني الذي يرى الجزر والوديان بين المعارف، فيقرر بناء جسر يختصر المسافات ويخفف المشقة على المهنيين. فيشيّد ويبدع ويرفع ويقيم، ويجد نفسه في منتهى السعادة عندما يساعد هذا الجسر أحدهم على النجاح، أو عندما يلمح ابتسامة رضى تلوح على وجه عابر سبيل.

ما أن تعتلي جسراً في رحلتك القادمة، تذكّر جسور المعرفة وأين أنت منها.