عندما تشهد نجاحاً مدوياً، أو تقراً عن إنجاز أسطوري، فإنك تبقى مشدوهاً بهذه الحالة وتعتقد أنها ستكون قادرة على الاستمرار والحفاظ على هذا البريق.

الحقيقة أن هذا الإنجاز سيهوي، وهذا البريق سيخفت، وسيتحول هذا النجاح إلى فشل في وقت ما، السؤال هو: متى سيحدث ذلك؟

إذا نظرت إلى قائمة أغنى 500 شركة في العالم وقارنت الشركات التي كانت موجودة فيها عام 1955 وعام 2017 ستجد أن 60 شركة فقط بقيت في القائمة، وحتى هذ الـ 60 شركة سيأتي الوقت الذي ستفشل فيه. كذلك تشير الإحصاءات إلى أن 4 من كل 10 شركات في هذه القائمة ستختفي خلال العشر سنوات القادمة.

الأمر لا ينحصر بالشركات الكبيرة، بل بحياتك المهنية ومشاريعك وأعمالك. حتى المنتجات والخدمات الناجحة ستخرج من السوق في وقت ما نتيجة المنافسة، أو انقضاء حقوق براءات الاختراع، أو أسباب أخرى.

حتمية الفشل موجودة في كل مكان حولك، فالبراكين الحية الساكنة ستثور وتصبح نشطة في وقت ما في المستقبل، وكذلك الثغرات والفوالق الزلزالية تشي بحدوث زلازل ولكن لا نعرف متى، والأمثلة هنا تتعدد.

على الرغم مما يُعرف بممارسات إدارة المخاطر والأدوات والمنهجيات المطبقة في هذا المجال، إلّا أن تلك الممارسات تعتمد في أساسها على الاحتمالية، وهنا نتكلم عن الفشل المحتم الذي لا تنفع معه هذه التحوطات.

جميعنا نتعامل مع هذا الفشل المحتم دون أن نشعر بذلك فنحاول تأجيله، نقوم بذلك عندما نبذل جهداً لإنجاح مشاريعنا وأعمالنا ومحاولة الإبقاء على هذا النجاح أطول فترة ممكنة.

البعض يتربح من حتمية الفشل فيحقق الأرباح كتجارة الأسهم والعملات مثلاً، وذلك من خلال الشراء بأسعار منخفضة والبيع بأسعار مرتفعة، أي بكلمات أخرى يراهن على الفشل الحتمي.

الفشل الحتمي ليس بالأمر السلبي أو السيء، وإنما هو ببساطة من طبيعة الأمور. كل ما عليك هو اقتناص أكبر قدر من النجاح ما بين الفشل والفشل الذي يليه.