لو استرجعت في ذهنك بعض دروس الفيزياء التي تلقيتها في المدرسة، ستتذكر وجود نوعيين رئيسيين للتيار الكهربائي هما التيار المتناوب والتيار المستمر. لكل من هذين النوعيين خصائص وصفات معينة، كما أن لهما ميزات وكذلك نقاط ضعف.

لا أنوي أخذك في هذا المقال إلى عالم الكهرباء، ولا أن أحشرك في متاهات الهندسة الكهربائية، كل ما هنالك أنني سأحاول الوصول إلى التيار المهني الموجود في داخلك، وأترك لك أن تقرر ما إذا كنت من أصحاب التيار المستمر أم التيار المتناوب.

من يمتلك تياراً مستمراً هو شخصٌ مباشر يتصرف بشكل ثابت ومتوقع، كما أنه يحافظ عل مستوى واحد من الأداء لذلك نراه يبرع في أن يقوم بالعمل بأقل جهد ممكن، وهو في ذلك يشبه التيار الكهربائي المستمر ذو الجهد المنخفض والذي يسري دائماً من الاتجاه السالب إلى الاتجاه الموجب ونجده مستخدماً في البطاريات وأنظمة الطاقة الشمسية.

ما يميز هذه الفئة أنها قليلة التواصل مع الموظفين الآخرين فنراهم ينأون بأنفسهم عن اجتماعات العمل العامة والمناسبات التي يجتمع بها عدد كبير من الموظفين – إذا لم يكونوا مضطرين لذلك- ولهذا قلّما ما يتسببون بأي حساسيات أو مشاكل ناتجة عن التضارب في الاختصاصات أو بلغة الكهرباء: التداخل مع دوائر الاتصالات. يريح أصحاب التيار المستمر رؤسائهم فلا يضطرون إلى التفكير كثيراً في كفية عزلهم عن عوامل الإلهاء أو التقليل من هدر وقت العمل.

أما صاحب التيار المتناوب فتراه يسعى في عمله ذهاباً وإياباً يغيّر اتجاهه مرارا ًوتكراراً بغية الوصول إلى هدفه، فهو يتسم بمرونة عالية وقدرة كبيرة على التأقلم مع الأوضاع الجديدة، لذلك تراه قادراً على القيام بمهام تتطلب طاقة كبيرة، ومن السهل عليه الذهاب بعيداً دون أن يفقد كثيراً من طاقته. يشبه كثيراً هذا الشخص التيار الكهربائي المتناوب الذي يستخدم لنقل التيار عالي الفولتية عبر شبكات طويلة.

على الرغم من فعالية ونشاط أصحاب التيار المتناوب، إلا أنهم عادة ما يتسببون بمشاكل ومصادمات مع الموظفين الآخرين، وقد تصدر عنهم ردود فعل حادة “صعقاً كهربائياً مؤذياً” عند التماس مع زملائهم أو الاختلاف في وجهات النظر.

بغض النظر عن التيار المهني الذي يسري داخلك، فأنت تستطيع الاستفادة من أفضل مزايا الاثنين معاً؛ كل ما عليك هو اقتناء محوّل ينقلك من التناوب إلى الاستمرارية ومن الاستمرارية إلى التناوب ساعة تشاء.