في عالمنا اليوم، أصبح الشخص الذي يجيد مهارة واحدة أو عمل وحيد في وضع لا يحسد عليه. وذلك لاختلاف طريقة أداء الأعمال والتشابك الكثيف بين المهن والوظائف، تلك التي كانت في السابق تسبح في أنهار مختلفة.
لذلك نرى الجميع يحثون الخطى نحو اكتساب مهارات جديدة تعينهم على الصمود في الساحة المهنية، ونتيجة هذا السعي الحثيث، يقع العديد منا في فخ التوازي.
نعرف أن التوازي هو علاقة بين كائنين هندسيين كخطين مستقيمين مثلاً حيث لا يمكن أن يلتقيا معاً. ستقع في فخ التوازي المهني عندما تكتسب معارف ومهارات متوازية أي عندما لا تكون قادراً على مزجها مع بعضها البعض لتحسين أداءك أو تطوير أعمالك، وإنما تصبح كشخصين مستقلين يملك كل منهما مهارة واحدة مجتمعين في جسد واحد، وعند الحاجة يعمل أحدهما بينما ينام الآخر.
هناك عدة أسباب تودي بك إلى حفرة التوازي المهني منها تسرّعك في اكتساب مهارة لمجرد السماع عنها أو الاطلاع عليها بشكل سطحي دون التفكير العميق في القيمة المضافة التي ستجلبها لك، أو بسبب الضغوط الاقتصادية، أو غير ذلك.
الحل الأمثل يكون في التقاطع، أي البحث عن العناصر المشتركة بين مجموعة المهارات والخبرات التي تمتلكها وتسخيرها لرصف مسار نجاحك المهني.
لنفرض أن شخصاً يعمل كمحاسب وهو حاصل على شهادة في المحاسبة ويجيد علمه، وقرر تعلم مهارة التصميم الجرافيكي لرغبته في ذلك. إذا تعلم مهارة التصميم وأصبح يستفيد منها في تصميم بعض الشعارات أو أغلفة الكتب والمجلات أو اللوحات الإعلانية كوظيفة إضافية فقد وقع في فخ التوازي فهو يعمل في مهنتين منفصلتين تماماً.
أما إذا استخدم مهاراته الجديدة في تصميم قوالب محاسبية أو نماذج عمل وتقارير مالية احترافية على سبيل المثال، فإنه سيدفع بتميزه المهني إلى الأمام، كما أنه سيفتح لنفسه مجالات عمل حر وفرص توظيف أفضل.
سيكون من الصعب على هذا الشخص التميز والإبداع في المهنتين المتوازيتين، بينما سيكون من اليسير عليه ذلك في المهنة ذات المهارات المتقاطعة.
ربمّا عليك التفكير اليوم في كيفية تجنب التوازي وتكريس التقاطع في حياتك المهنية.
اترك تعليقا