ما إن يشارف شهر ديسمبر على نهايته، حتى ترى البعض قد بدأوا بجرد إنجازاتهم خلال الشهور الماضية، وتحضير ما سيقومون به خلال العام القادم.

أهداف وخطط ومشاريع ومبادرات من قبيل: سأكتسب مهارة جديدة، سأمارس الرياضة بانتظام، سأطور من عملي، سأقرأ مزيداً من الكتب.. إلخ.

لا يمكن لأحد أن ينتقد التخطيط وتحديد الأهداف الشخصية، فهذه الأنشطة محمودة وثمارها يانعة، ولكن للأسف نلاحظ أن الكثير مما يتم بذره لا ينمو، وإن نما فلا يزهر، وإن أزهر فلا يثمر.

هذا ليس مجرد رأي أو فكرة جاءت من العدم، ففي دراسة أجرتها شركة سترافا وهي صاحبة واحد من أشهر التطبيقات الذكية في العالم لممارسة الرياضة، تبين بعد تحليل حوالي 800 ألف حالة أن معظم من يبدأون بممارسة الرياضة في أول العام الجديد يتوقفون عن ذلك بحلول 19 يناير أي بعد ثلاثة أسابيع تقريباً.

لماذا يا ترى نجد هذه الصعوبة في تسيير مبادراتنا التي نطلقها بداية العام الجديد؟

ربّما يكون السبب أننا نقوم بذلك تحت ضغط الرغبة في بداية جديدة تلائم السنة الجديدة، فلا نخصص الوقت الكافي للتفكير والتحضير والتجهيز النفسي.

أو قد يكون السبب أننا نبالغ في التوقعات ونحمّل أنفسنا مالا طاقة لنا به، فبعد أيام من البدء مدفوعين بتلك الحماسة، نبدأ بتلمس الواقع وصعوبة تحقيق الأهداف الكبيرة التي ألزمنا أنفسنا بها.

في أحيانٍ أخرى، نحدد النتيجة التي نريدها دون أن نبذل الجهد المطلوب لإجابة السؤال: كيف سنقوم بتحقيق ذلك؟ فنتخبط قليلاً هنا، وكثيراً هناك قبل أن نرفع الراية البيضاء.

تذكر أنك تستطيع في أي يوم أن تضع هدفاً، أو أن تطلق خطة، أو تبدأ نشاطاً.

لا يجب عليك انتظار رأس السنة والوقوع في فخ العام الجديد.