يعرف عن عفريت الماء أو السمندل المكسيكي بأنه حيوان بحري يعتبره العلماء معجزة في التجدد والقدرة على إعادة تشكيل أعضاءه بعد قطعها، حتى أنه يوجد مراكز أبحاث متخصصة بدراسته فقط في عدد من دول العالم. لا شك أن أحد أحلام البشرية أن تصل إلى هذا الفتح بامتلاك الإنسان هذه القدرة.

ولكن، لا شيء يمنع أي مهني من محاولة التحول إلى عفريت ماء، فلا يستطيع أحد أن يزعم أنه لم يتعرض خلال مسيرته المهنية إلى كبوات هنا أو نكسات هناك، البعض يتجاهلها ويتابع وكأن شيء لم يكن، والبعض يتعلم منها درساً يعينه على التطوير من نفسه، أمّا البعض الآخر فيستسلم لبراثن تلك النوازل.

عندما تتحطم مبادرة كنت تعول عليها كثيراً، أو عندما يفلس مشروع جهدت في الإعداد له وتوسمت به الكثير، أو عندما تفقد عملاً، أو عندما تخسر ترقية، أو و أو و أو…

هنا بالذات عليك أن تتحول إلى عفريت ماء، وأن تطلق هذا البرعم الجديد الذي يسرع إلى النمو وتعويض ما قمت بخسارته.

عفريت الماء المسكين يقوم بتجديد عضوه الذي قطع ويعيده إلى ما كان، ولكنه غير قادر على التعلم من هذه التجربة لتفادي مثل تلك الحوادث في المستقبل.

بينما أنت تمتلك الفرصة للتأني في تحليل خسارتك، والوعي بالأسباب والظروف التي أوصلتك إليها، وتعلم كيفية اختيار الظروف المناسبة لتنمو وتتطور.

لا تعتقد أن القيام بذلك أمر معقد ويحتاج الكثير من الذكاء والقدرات العقلية، فحتى أبسط النباتات قادرة على القيام بذلك. اكتشف علماء في جامعة برمنجهام أن بذور نبات “رشاد أذن الفأر” تعمل بطريقة مشابهة لدماغ الإنسان، فهي تمتلك خلايا قادرة على دراسة التربة المحيطة بالبذرة وتحليل مكوناتها لاتخاذ قرار الإنبات من عدمه.

أتمنى أن أراك في المستقبل القريب، وأنت تضع شارة على صدرك مكتوب عليها “عفريت ماء”