من السهل علينا جميعاً إطلاق الأفكار، والمبادرات، والمشاريع. ومن المفهوم أيضاً أن نشعر بنشوة الإنجاز وبهجة الانتصار عندما نقوم بذلك.
طبيعة الأمور تقول أن تكتمل بعض هذه المبادرات وألّا يكتمل بعضها الآخر، وأن تنجح بعض هذه المبادرات المكتملة وألا ينجح بعضها الآخر، ومن الواضح أن وقف تلك المتعثرة هي توفير للوقت والجهد والمال.
الامتحان الحقيقي الذي يواجهك كما يواجه الكثيرين هو متى عليك اتخاذ القرار بوقف مبادراتك ومشاريعك المتعثرة؟ في أدبيات الابتكار نقول: لا بأس أن تفشل ولكن يجب أن تفشل بسرعة وبأقل تكلفة ممكنة.
إذا ما أردنا التفكير بشكل علمي ومنطقي فإن اتخاذ هذا القرار يجب أن يعتمد على التحليل والدراسة ورصد ما تم تحقيقه ومراجعة ما تم تخطيطه، وهناك الكثير من الأدوات والمنهجيات التي يمكن الاعتماد عليها للقيام بذلك.
ولكن الواقع – في كثير من الأحيان – هو غير ذلك، فنمتنع عن قتل تلك المشاريع لأسباب أخرى أذكر لك منها:
- التعلق بأمل غير مبرر أن الأمور ستتحسن في المستقبل.
- الخوف من الإخفاق ونظرة الآخرين لك بسبب فشل مشروعك أو فكرتك.
- عدم الرغبة في تحمل مسؤولية الإخفاق في بيئة العمل، فتفضّل أن تستمر في مبادرتك على الرغم من اقتناعك بعدم جدواها.
مهما كانت الأسباب الحقيقية، فإن قتل مبادراتنا ومشاريعنا في الوقت المناسب يبقى تحدي نواجهه بشكل متكرر في مؤسساتنا، شركاتنا، وحتى في حياتنا اليومية.
لاتخاذ القرار الصحيح في هذه الحالة، يجب عليك بالإضافة إلى الاعتماد على الأسباب العلمية والمنطقية، أن تتجنب ثقافة اللوم لنفسك أو للآخرين على هذا الإخفاق، كما عليك أن تضع شروط وحدود واضحة توقف مبادرتك فور تحققها، ولا تنسى التواصل الجيد من المعنيين بمبادرتك وإخطارهم بالأسباب المقنعة قبل اتخاذك هذا القرار.
وأنت تنسج نجاحك على نول هذه الحياة، عليك قطع بعض الخيوط واستبدالها بين الحين والآخر.