إذا كنت تجلس الآن في مكان جيد الإضاءة، ونظرت حولك فسترى على الأغلب ظلك ملقاً على الأرض، أو متكئاً على أحد الجدران.
نحن نعرف أن الظل ما هو إلّا ظلام يسببه جسم ما عندما يمنع الضوء من الوصول إلى مكان معين. فعندما تقفين في الشمس، يحجب جسمك بعضاً من ضوئها ويظهر ظلك على الأرض كمنطقة مظلمة.
كما لديك ظل في الواقع، كذلك لديك ظل خاص بك في حياتك المهنية، وهذا الظل المهني يظهر عندما تقف في طريق شيء وتمنعه من الوصول إلى زملاءك ومرؤوسيك.
ما يميّز الظل المهني عن الظل الحقيقي هو قدرته على أن يكون ظلاً إيجابياً أو سلبياً، بينما الظل الحقيقي هو ظل واحد لا غير.
تستطيع إظهار ظلك الإيجابي بعدة طرق، كأن تحجب المعلومات الخاطئة عن زملائك وتقف حاجزاً بينها وبينهم، فترى واحدهم ما إن تطأ قدماه ظلك حتى يترطّب بنسمات معرفتك، ويتفيأ بنصائحك المهنية الحقّة.
أو أن تصنعي ظلك المهني الإيجابي عندما تقفين حاجزاً بين زملائك وبين الزمن، فتمنعينه من سرقة وقتهم، وتساعدينهم على التركيز وزيادة جودة ما يقومون به، قد يكون ذلك باقتراح أسلوب جديد للقيام بمهام العمل، أو اختصار أنشطة هنا أو هناك، أو مشاركة دروس مستفادة من تجارب سابقة.
كما تستطيع بناء ظلاً إيجابياً، تستطيع أيضاً بناء ظلاً سلبياً، وكثيراً ما نرى ظلال سلبية تتقافز من حولنا وكأنها شرير منتشٍ في أحد مسرحيات خيال الظل. تصنع ظلاً مهنياً سلبياً عندما تحجب ترقية مستحقة عن أحد موظفيك، أو تهمّش موظفاً كفؤاً، أو تجفف مصادر المعرفة والإلهام.
كلما كبرت امتد ظلك وأصبح أوسع، وإذا أجدت الوقوف في زاوية معنية، فإن ظلك يصبح طويلاً وطويلاً جداً.
ظلك المهني بيدك فابسطه كيفما شئت.
جميل كالعادة دكتور .. شكراً لك