العاملين في مجال إدارة الأعمال يعرفون جيداً نقطة التعادل، وهي حجم المبيعات الذي يتساوى عنده الإيرادات الكلية مع التكاليف الكلية.

أي أن المشروع أو المؤسسة عند هذه النقطة تكون قد غطّت جميع تكاليفها ولا تحقق لا ربح ولا خسارة، وكلما زادت المبيعات بعد هذه النقطة كلما زاد الربح الذي يحققه المشروع والعكس صحيح.

لو توقفت عن النظر إلى نقطة التعادل بالطريقة التقليدية وحاولت حسابها ولكن على نفسك، ستعثر على منظور مختلف وستكتشف عدسة لم تنظر من خلالها من قبل.

حاول تصوّر التكاليف التي تحملتها في حياتك المهنية، ستجدها كما التكاليف التي تعرفها في مجال الأعمال مقسّمة إلى تكاليف ثابتة وأخرى متغيرة، ومن التكاليف الثابتة نفقات دراستك وتحصيلك الأكاديمي، وكذلك الشهادات المهنية التي تحصل عليها مرة واحدة خلال حياتك المهنية، ليس المقصود هنا التكلفة المالية فقط ولكن أيضاً قيمة الوقت والجهد اللذان بذلتهما في سبيل ذلك.

ومن التكاليف المتغيرة ما تقوم به لإبقاء نفسك على اطلاع ومجارٍ لما يدور في كوكبك المهني، حيث تختلف هذه الأنشطة باختلاف البيئة والمعطيات والاحتياجات المحيطة بك.

لو قمت بجمع هذه التكاليف التي تمكنّت من تصورها، ستصبح لديك فكرة ولو مبدئية عن الدخل الذي تحتاج إليه لتصل إلى نقطة تعادلك المهنية، وهنا أيضاً يجب أن تتخلص من هيمنة فكرة الدخل المادي المباشر، فالسمعة والتقدير المهنيين يُعتبران أيضاً من ضمن إجمالي الدخل.

إذا مسكت هذه الميزان وشرعت في استخدامه بين الحين والآخر، ستتغير نظرتك إلى نفسك والطريقة التي تقيّم بها ذاتك المهنية.

عندما تجد أحدهم يطلب مقابلاً مرتفعاً لأداء مهمّة يجيدها، اعرف أنه يستخدم هذه الميزان ويبحث عن نقطة التعادل، فهو يأخذ بالاعتبار ما تكلّف به على مدى سنوات واستثمره لإتقان هذا العمل بالشكل المطلوب.

ربما تريد أن تسأل نفسك: هل وصلت إلى نقطة تعادلك المهني؟