عندما تتعارض الرغبات والآراء في حياتك المهنية، يكون الحل المفضّل في أغلب الأحيان النقاش والحوار بهدف الوصول إلى نتيجة مرضية.

قد يكون محل الاختلاف مشروع جديد، أو استراتيجية جديدة، أو حل لمشكلة مهنية، أو طريقة معينة للقيام بالعمل، أو غير ذلك.

في كثير من الأحيان نلجأ إلى تسوية بحيث يتم اعتماد جزء من طروحات كل طرف وذلك تحقيقاً للتوافق وتيسيراً لمهام العمل.

عليك الحذر كل الحذ من هذه التسويات فهي تضر أكثر مما تنفع.

في الغالب تأتي هذه التسويات بنتائج عكسية وتكون سبب رئيس في فشل العمل الذي تريد القيام به، وذلك لأنها مكونة من مجموعة من الأنشطة غير المتجانسة وغير المتكاملة مع بعضها البعض.

على سبيل المثال، تخّيل لاعبي شطرنج يشكلان فريقاً واحداً يتناقشون حول الخطة الأفضل لكسب المباراة ضد الفريق الخصم، كل لاعب يقترح خطة مختلفة تتألف من عدد من الحركات. ولتعذر الاتفاق، تُعقد تسوية وتُلعب مجموعة من الحركات مجمّعة من خطتي اللاعبين. النتيجة ستكون سلبية بلا شك وعلى الأغلب سيخسر هذا الفريق المباراة وذلك لعدم تكامل وتجانس الحركات في مجملها.

كذلك الأمر عندما يتحاور طبيبان في مستشفى حول طريقة علاج مريض، كل طبيب يقترح خطة علاج مختلفة وإذا ما تمت التسوية في هذ الموقف بأخذ جزء من كل خطة علاج مقترحة، فعلى الأغلب أن تكون النتيجة كارثية إما بسبب تضارب الأدوية، أو فقدان الفعالية لاختلاف الجرعات ونقصها.

لتجنب التسويات الفاشلة عليك أن تقبلها فقط في حالة أن المقترحات التي يقدمها كل طرف مستقلة عن بعضها البعض، وفي هذه الحالة يمكن جمع بعض من هذه المقترحات من كل طرف وصولاً إلى تسوية مناسبة.

أما إذا كنت تتعامل مع مشكلة أو تبحث عن حل، فعليك إخراج التسويات من قاموس الحلول الممكنة.