إذا أردت معرفة ما سيحدث خلال السنوات القادمة في موضوع ما، أو كيف ستتطور قضية معينة، فإنك على الأغلب ستبحث عمّا يقوله الخبراء.
قد يكون الخبير الذي تبحث عنه أكاديمي متخصص، أو محلل متعمّق، أو استشاري مطلع، أو غير ذلك من مصاف الخبرة.
لاشك أن أي خبير رصين قادر على التوصيف الدقيق في مجال خبرته، وكذلك تشخيص المشاكل ذات الصلة، واجتراح حلول نوعية يعجز عنها الكثيرون.
ولكن عندما يصل الأمر إلى التوقّع المستقبلي، فإن الأمور تختلف والصورة تتبدل.
لتوضيح ادعائي هذا، دعني أشاركك ما وصل إليه فيليب تيتلوك وهو باحث مستقبليات جيوسياسية مشهور في جامعة بنسلفانيا، قام فيليب بأبحاث ضخمة شملت أكثر من 150 ألف توقّع، وسأل الكثير من الخبراء عن رأيهم بخصوص بعض الأحداث السياسية حيث أعطاهم خيارات ثلاثة بسيطة كأن يبقى الحال على ما هو عليه، يتجه نحو الأسوء، أو نحو الأفضل.
جاءت النتائج صادمة، فدقة توقعات الخبراء كانت أقل من 33% أي أسوء من توقعك أنت كشخص عادي لا علاقة له بالموضوع.
تم البحث بشكل معمّق عن سبب هذا الضعف الفادح في توقعات الخبراء، وكانت النتيجة الأهم أنه كلما ركزّنا على فكرة كبيرة واحدة انخفضت دقة توقعاتنا، وكلما قمنا بالنظر إلى عدة أمور وربطها معاً، ارتفعت دقة التوقعات.
يخطأ الخبراء في التوقع لأنهم يركزون على فكرة كبيرة واحدة يعرفون عنها الكثير، فيضيفون إلى توقعاتهم تفاصيل كثيرة ما يقلل من احتمالية حدوث ما تم توقعّه، هذا إضافة إلى عدم تحملهم مسؤولية جدية إذا ما أخطأت توقعاتهم، ورغبتهم في إثارة الانتباه بمعلومات ملفتة للنظر.
تذكّرنا هذه الحالة بما قاله أركيلوكس منذ أكثر من 2600 سنة “الثعالب تعرف أشياءً صغيرة كثيرة، بينما يعرف القنفذ شيئاً كبيراً واحداً فقط”.
يمكنك الآن أن تأخذ نفساً عميقاً، وترجع بظهرك قليلاً إلى الخلف، وتبتسم.
اصبت يا اخي الفاضل فكما قيل ان من نهج الابتكار ان تتخيل كطفل فان الدقة في معرفة الاشياء قد يمنعك من الاتيان بالحلول المبتكرة للمشاكل
هذا صحيح أخي جنيد، تحياتي وتمنياتي كل التوفيق.
موضوع مهم دكتور شكرا جزيلا لفت انتباهي الى امور كثيرة هذا المقال
على الرحب والسعة أخي أحمد، سعيد أن المقال كان ذو فائدة بالنسبة لك.