من المشاهد المألوفة عندما تحضر أحد الاجتماعات أو تكون مشاركاً في فريق عمل، أن يتم مناقشة قضية معينة فيتعذر الإجماع أو التوافق على حل معين، وعندها ينادي أحدهم: دعونا نصوت برفع الأيدي، من يوافق على هذا الحل فليرفع يده.

كذلك الأمر عندما تقوم بعض المؤسسات بطرح قضايا مهنية للتصويت الداخلي للموظفين فيتم اعتماد الخيار الذي نال غالبية الأصوات.

عندما نلجأ إلى التصويت، فإن الأقلية التي صوتت لاختيارات مختلفة تلتزم برأي الأغلبية، وتنصاع إلى الخيار الفائز الذي تم اعتماده.

عليك الحذر كل الحذر من استخدام التصويت بشكل عشوائي في الإدارة، أو اللجوء إلى هذا الخيار مبرراً لنفسك ذلك بأنه سهل التطبيق، أو أنه يوفّر الوقت.

التحدي الأكبر في استخدام التصويت هو أنه يقتل الإبداع، من الطبيعي أن يكون الأشخاص القادرين على استخراج حلول ابتكارية أقلية، وبالتالي فإن الأفكار والحلول التي يقترحونها ستهزم أمام الأكثرية التي تطرح أفكار عادية وحلولاً تقليدية. وباعتمادنا الخيار الحاصل على الأغلبية، فإننا نطعن الحل الأفضل دون أن ندرك ذلك.

سلبية التصويت تظهر في ممارسات إدارية أكثر من غيرها، فاللجوء إليه عند العمل على حل المشكلات مثلاً يمكن أن يؤثر على جودة المخرجات وذلك للطابع الابتكاري الذي تتصف به الحلول الناجحة. وكلما زاد تعقيد المشكلة كلما كان الحل الناتج عن التصويت أردأ وأقل جودة.

كذلك الأمر عندما نقوم بتحديث خطة عمل أو وضع استراتيجية جديدة، فإن الاعتماد على التصويت كخيار حاسم أو وحيد في تحديد التوجه أمرٌ محفوف بالمخاطر، وذلك لأن الاحتمال الأكبر أن يتم اعتماد مخرجات باهتة لا تلبي التطلعات.

في المرة المقبلة التي تفكّر فيها بالقيام بتصويت في العمل، أو تجد نفسك مدعواً للقيام بذلك، تذكّر هذا المقال عسى أن تنفع الذكرى.