كيف تحب السكر؟ سؤالٌ جاهزٌ دائماً وعليك أن تقرر بشأنه عندما ترغب بتناول كوب من القهوة، الشاي، أو مشروب آخر.

ربّما يكون هذا القرار بسيط جداً بالنسبة لك، أو اتخذته منذ زمن وما زلت تلتزم به، أو ربّما تختار إجابتك حسب الموقف وحسب حالتك المزاجية.

الأمر ليس بهذه البساطة في عملك، فقد تجد نفسك راغباً في قطعة سكر لتحلية موقف مهني تمر به، وهنا فإن كل ما تفعله هو التخلص من الطعم الحقيقي للواقع الذي تعيشه، والهروب إلى الأمام ولو لخطوات قليلة عاقداً الأمل على إمكانية تحسن الأمور من تلقاء نفسها.

لا ضير في التخلص من الطعم الحقيقي لما تمر به مهنياً، ولكن المشكلة تبدأ عندما تعتمد على ذلك للابتعاد عن الواقع، وتفادي مواجهة ما تعاني منه، إن دفن رأسك في الرمال بتناول قطعة سكر لن يحسّن واقعك، ولن يدفعك إلى الإمام ولو قيد أنملة.

يفضّل البعض ارتشاف مشروبه دون سكر، فيتخذ قراراه بالمواجهة، ويمضي نحو تذوّق طعم الواقع كما هو دون تحلية أو إضافات، فالحقيقية لديه هي الأهم وواقع الأمور هو الأولوية.

الملفت للنظر أننا عندما نسلك أي من الطريقين بشكل متكرر، فإننا نعتاده ونعتبره الطريق الأفضل دائماً، فمن دأب على الهروب من مشاكله من خلال إلباسها ثوب غير ثوبها، يصبح مناصراً لهذا السلوك ويعتمده كطريقة فضلى في حياته المهنية.

أما من اعتاد التعامل مع المواقف بحلوها ومرّها، فنراه على هذه الحال أبداً ينظر مباشرةً في عينيك، ويبحث دائماً عن الخط المستقيم، ويستمتع بالوقوف تحت أشعة الشمس.

لا بأس بتحلية مشروبك بين الحين والآخر، ولكني أنصحك بترك حياتك المهنية دون محليات مضافة، فإن قدرت على صناعتها حلوة المذاق فهنيئاً لك، وإلّا فعليك التعامل معها كما هي بقدح ذهنك وإشغال يديك لتشكيلها كما تريد.