من كثرة أجهز الإنذار المنتشرة حولنا، أصبح لدينا هاجس بأن أحدها سيبدأ بالصياح خلال الدقيقة القادمة.

تهتز سيارة لأي سبب كان فيطلق الإنذار، يحلّق بعض الدخان في مطبخك فيطلق الإنذار، يتمطط هر أمام باب بيتك فيطلق الإنذار. ما يصبّرنا أن تكلفة مئات الإنذارات الخاطئة أقل بكثير من تكلفة حادثة واحدة تقع دون أن يصيح صديقنا الإنذار.

ربما لو كنّا نعيش في العصور الماضية، لرأينا ناراً تم إشعالها على أحد التلال عوضاً عن سماع أصوات الإنذار الجبّارة، أو لاستقبلنا فارساً على صهوة حصانه يضرب الأرض بعجل لينذرنا بخطر قادم، ولكن أغسطس راسل كان له راي آخر باختراعه الإنذار الحديث عام 1853.

في زحمة الإنذارات هذه، ما يضيرك إذا كان لديك جهاز إنذار مهني يخبرك أنك لست في جو العمل الصحيح، وأنك ضللت غايتك وخرجت من المنطقة المهنية التي تناسبك.

اشتري جرساً من النوع الذي كان يُقرع في المدارس قبل وصول الأجراس الكهربائية وضعه بجانبك مستعداً لإطلاقه عندما تستشعر المواقف التالية:

  • تترجى الأفكار ترجياً أن تجول في ذهنك، تنظر بعد جهد جهيد داخل رأسك فترى ما تظنه فكرة مختبئةً في أحد الزوايا، وعندما تشدها بكل قوتك، تكتشف أنها شيئاً آخر.
  • تشعر دائماً بالغربة ضمن فريق العمل، يدخل أحدهم خلال أحد الاجتماعات فتنظر إليه بتمعن ويخيّل إليك أنه أحد المخلوقات الفضائية، ولكن بعد حين تتذكر أنه زميلك في المكتب المجاور.
  • تبدأ بالتفكّير في العطلة الأسبوعية القادمة فور انتهاء العطلة الحالية، وتشعر بأنك لا تطيق صبراً إلى حين قدومها.
  • تفعل ما يُطلب منك بحده الأدنى، فعلى سبيل المثال لو طلب أحدهم منك تقريراً ما قمت بإنجازه بأقل جهد ممكن وانتظرت إلى أن يقوم بتذكيرك به، فتقول له أنه جاهز ولكن لم تطلب مني إرساله لك.
  • تتحاشى الحديث عن عملك، فلو كنت في جلسة يتحدث فيها الآخرون عن المهام التي يقومون بها وتفاصيل عملهم، قصمت ظهر الحديث بسؤالك عن الطقس يوم غد.

مع تمنياتي بأن يبقى هذا الجرس بجانبك صامتاً لا يُطلق أبدا.