دعني أزعم أنك سمعت بمقولة “الثري يزداد ثراءً”. هذا المبدأ لا ينطبق على الأثرياء فقط، ولكنه أيضاً ينطبق على المهنيين بأشكال مختلفة.
إذا نظرت حولك في المكان الذي تعمل فيه، ستلاحظ أن الناجحين هم الأشخاص الذين يحصلون على غالبية الدعم والموارد، وذلك لسبب بسيط هو أن القيادة لديها الثقة بأنهم قادرين على إنجاز المهام التي توكل إليهم.
وهنا يبدأ دولاب النجاح بالدوران، فحصول الناجح على الدعم والاهتمام والموارد المطلوبة، سيجعله في موقع أفضل مقارنة بالآخرين، وبالتالي فإنه ووفق المسار الطبيعي للأمور سيحقق نتائج أفضل ويزداد نجاحاً فوق نجاحه. وتستمر بذلك هذه الحلقة مبعدةٍ الناجحين عن الآخرين وموسّعةٍ الفجوة بينهم.
الأمر المثير للاهتمام أن بعض من نعتبرهم غير متميزين أو ذوي الأداء العاديّ هم في الواقع مشاريع تميز حقيقية، وهذا ليس رأياً شخصياً أو عبارة أرميها على عجالة.
قام عالمي نفس في عام 1968 بإجراء تجربة في أحد مدارس مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، حيث أخبر العالمان المدرسين أنهم سيخضعا التلاميذ لاختبار خاص لمعرفة المتميزين منهم والذين يتمتعون بقدرات عقلية متقدمة، وأنهما سيخبرانهم بأسماء 20% من التلاميذ أصحاب الدرجات الأعلى في الاختبار.
قام العالمان باختيار 20% من التلاميذ بشكل عشوائي دون الاعتماد على نتيجة الاختبار، والنتيجة أن المدرسين أصبحوا يميلون بشكل لا إرادي إلى التركيز والعناية ودعم هؤلاء الطلبة.
تم اختبار هؤلاء التلاميذ بعد 8 أشهر، والمفاجأة أنهم حصلوا على درجات أعلى بكثير من الدرجات التي حصلوا عليها في الاختبار الأول.
رسالتي الأولى هي لك، إذا ما كنت من ذوي الأداء العاديّ فهذا لا يعني أنك غير قادر على التميز، كل ما في الأمر أنه يجب أن تتوفر لديك الدافعية، وأن تُهيأ لك الظروف المناسبة.
رسالتي الثانية هي للقادة ومتخذي القرار، ابحثوا عن المتميزين في أماكن غير متوقعة، ولا تترددوا بتقديم الدعم والاستثمار في أصحاب الأداء المتوسط.
اترك تعليقا