إذا كنت تقرأ هذ المقال ولم تقم سابقاً بالإجابة على أسئلة أحد الاستبانات، فأنت من القلة القليلة في هذا العالم.

نظراً إلى أن يوم أمس كان اليوم العالمي للغة العربية، فقد آثرت استخدام كلمة استبانة وليس استبيان لأنها أصح لغوياً على الرغم من أن الثانية أشيع استخداماً. تتسرب الاستبانات إلى مختلف مشاهد حياتنا اليومية، فتظهر لنا في العمل كاستبانات رضا الموظفين، استبانات رضا عن الخدمات الداخلية، أو استبانات نهاية المشاريع. وخارجياً حدّث ولا حرج من تلك الخاصة بالبحوث والدراسات، إلى الخدمات التسويقية، إلى استطلاعات الرأي، وغيرها الكثير.

وضعت الجمعية الملكية للإحصاء في بريطانيا الاستبانات بأشكالها المعروفة عام 1838م، ومن ثم تطورت وتنوعت وازداد استخدامها بشكل كبير.

شهد استخدام الاستبانات انخفاضاً خلال السنوات الماضية، وذلك لتوفر طرق أخرى لجمع المعلومات وتحليلها اعتماداً على الانترنت والبيانات الكبيرة والأحجام الهائلة من المعلومات التي أصبحت متوفرة بشكل حي ومباشر، والتي أدت إلى تجاوز الحاجة إلى العينات الإحصائية في كثيراً من الحالات.

أخذت بعض الدول بالاستغناء عن الإحصاءات السكانية واستبدالها بالبيانات الإدارية مثل فنلندا وهولندا وعدد من الدول الإسكندنافية، كما أظهرت عدة دراسات وتقارير أن نسبة استخدام الاستبانات قد انخفضت بشكل سنوي خلال السنوات العشر الأخيرة، وكذلك الميزانيات المرصودة للاستبانات من قبل المؤسسات والمراكز المختصة.

تقرير أبحاث الأسواق العالمية على سبيل المثال حدد نسبة الانخفاض هذه بـ 6%، ومؤسسة غارتنر نشرت أن نسبة المؤسسات التي تقوم بتنفيذ استبانات رضا الموظفين السنوية قد انخفضت من 89% عام 2015 إلى 63% عام 2020.

تجاهد الاستبانات للصمود في أيامنا هذه، وذلك من خلال محاولة التأقلم مع المتغيرات الكبيرة التي نعيشها، فأصبحنا نرى الاستبانات الإلكترونية والذكية.

ولكن يبدو أن حجم التغيير وتسارعه لن يتركا فرصة للاستبانات التي نعرفها للصمود خلال السنوات المقبلة.

قبل تنفيذ استبانتك القادمة، ربما عليك التفكير في البدائل المتاحة.