لا أدري ما قصة العالم مع التفاح، فما أن ننظر إلى أحد حقول المعرفة حتى نرى تفاحة لها قصة وبُني عليها أحداث كثيرة.
جميعنا يعرف تفاحة نيوتن وما شاع من أنها كانت السبب في اكتشافه لقانون الجاذبية، القانون الذي كان أساساً للكثير من العلوم والمعارف الحديثة.
منذ 45 سنة تم تأسيس شركة أبل وأخذت التفاحة شعاراً لها، ولا نحتاج لان نخوض هنا بفضل هذه الشركة في تقدم صناعة الحاسوب ودورها في تطوير أجهزة الهاتف الذكية.
الأمر لا يقتصر على العلوم، وإنما يتعداه إلى الأديان والأساطير والأحداث التاريخية، فمن تفاحة آدم إلى تفاحة إيزيس الذهبية، إلى تفاحة وليام تيل التي تسببت في استقلال سويسرا عن الحكم النمساوي.
التفاح متداول كثيراً في الأمثال ولعل أشهر مقولة “التفاحة الفاسدة تفسد التفاح السليم”، هذا المثل الذي استشهدنا به مراراً في المؤسسات، وعمّقنا به جراح العديد من المنكسرين والمخفقين في حياتهم المهنية، واستخدمناه للتحذير من خطر الموظفين غير الأكفاء أصحاب السلوك الذي لا نرغب به.
يا تُرى هل يستحق هذا الموظف المخفق أو “التفاحة الفاسدة” أن يتحمل كل هذا اللوم والتقريع؟
أكاد أجزم بأنه لا يستحق، ففي النهاية هو لن يستطيع إفساد إلّا من كان مستعداً وقابلاً للفساد، وكونه كان السبب في ذلك فهذا لا يعني أنه المسؤول عن النتائج، فالموظف الذي انتقل الأداء الضعيف إليه كان ليظهر ذلك عاجلاً أم آجلاً.
ماذا لو فكّرنا في الأمر بطريقة مختلفة، فعوضاً عن لوم ذلك الموظف ربماً علينا النظر إليه على أنه جهاز إنذار مبكر يكشف لنا مواقع الضعف المهني والوهن الوظيفي لدى الآخرين، كما أنه يوّفر علينا التكاليف الباهظة للاكتشاف المتأخر وبالتالي يساعدنا على النجاح في المدى الطويل.
هل لديك تفاحة فاسدة في بيئة عملك؟ ربّما عليك التوقف عن الإشاحة بوجهك كلما مررت بجانبها، الأجدى أن تلاحظها وهي تكتشف التفاح الآخر الصحي من الخارج المريض من الداخل.
اترك تعليقا