كأنّي أرى ذلك البريق في عينيك عندما تقع على قول مأثور هنا أو حكمة مزعومة هناك. بضع كلمات تجعلك تشعر بالرضا، أو أنك عثرت على الوصفة التي ستنقلك مهنياً من مكان إلى مكان، وستجعل منك إنساناً أفضل.

قد تكون ممن لا يرضون بالقليل، ولا يقنعون بالنظر حولهم وهم وقوفاً، فتسير خطوات قليلة إلى الأمام وتقراً ملخصاً لأحد الكتب، أو تشاهد فيديو يختصر كتاباً معيّن. صفحات قليلة أو دقائق معدودات كفيلة برسم ابتسامة النصر تلك على ثغرك، فتضمّ قبضتك وتشعر أنك جاهز الآن لخوض معركتك المهنية التالية.

بالله عليك أن تتريث، لا أنكر فائدة ملخصات الكتب وإلهام النصائح والأقوال، ولكني أتوجس من حماستنا إلى تعظيم الفائدة وتحميل الأمور ما لا تحمل.

يجب أن تعلم أن القول الإداري المنقول عن أحدهم، أو الحكمة المهنية التي يتفوه بها مفكّر صنديد أو رائد أعمال ناجح أو مدير موهوب لا تصح إلّا في سياقها، ولا تعبّر إلى عن تجربة ذلك الذي قالها، تلك التجربة التي تكونت من اجتماع مزيج فريد من الأفكار والخبرات والمواقف والأحداث والظروف، والتي حدثت في مكان وزمان معينين، واحتمال أن تتكرر بنفس الترتيب قريب جداً من الصفر.

فلو عملت بها كما هي على اندفاعك وطيبتك، قد لا تتفاعل مع مزيجك الخاص، وقد تضر أكثر مما تنفع.

كذلك الأمر بالنسبة إلى ملخصات كتب الإدارة والأعمال، فهناك جانب خفي على الكثيرين وهو أنه في العديد من الأحيان تكون العبرة في الرحلة ذاتها وليس في النتيجة.

فعندما يخط المؤلف كتابه، يحشد الكثير من القصص والأمثلة والمراجع والمعلومات التي تدعم فكرته، وتوصله إلى النتيجة التي يريد تقديمها في كتابه.

عادةً ما يتم إهمال هذه المعلومات في الملخصات ولكني أجد فيها الكثير من الفائدة، وفي أحيانٍ كثيرة تلهيني عن الخاتمة، وتصل بي إلى دروب لم أكن لأتخيلها.

في المرة القادمة التي ترى فيها بضع كلمات على شكل نصيحة، أو عندما يقع ملخص أحد الكتب بين يديك، ربما عليك التهوين على نفسك قليلاً، وتقييد شيطان الانتصار في داخلك.