ربما صادفك السؤال التالي: هل تمتلك 10 سنوات من الخبرة أم سنة واحدة مكررة عشر مرات؟

يدل هذا السؤال والفكرة التي وراءه على أننا نبالغ في تقدير أهمية سنوات الخبرة التي لدينا، فنتوقع أن من لديه 20 سنة من الخبرة في مجال معين هو أفضل ممن لديه 15 سنة وهكذا.

هناك عوامل عديدة ساعدت على ترسيخ هذه الفكرة خلال القرون الماضية، منها طبيعة العمل التي كانت سائدة والتي اعتمدت على العمل اليدوي وغياب الأتمتة، فكانت مهارة الشخص تصقل على مر السنون وبالتالي لكل سنة خبرة حساب، ومن العوامل أيضاً مصلحة بعض أصحاب الخبرات الطويلة في تسويق هذا المبدأ لأنهم مستفيدين منه، بالإضافة إلى البيروقراطية وأنظمة العمل الروتينية وغير ذلك.

الخبرة عامل نفسي مهم يؤثر على الناس بشكل عام، فقد تستكين عندما تعرف أن الطبيب الذي يعالجك، أو الطيار الذي يقود الطائرة التي تركبها لديهما عشرات السنوات من الخبرة.

المشكلة هي أننا كبشر نحب التعميم، فدماغنا مبرمج على الاختصار والقفز إلى الاستنتاجات. مدة الخبرة ليست عامل مهم بقدر نوعية هذه الخبرة، فالمستشار صاحب الخمس سنوات من الخبرة عمل خلالها في عدد من المشاريع المعقدة أكثر كفاءة من مستشار لديه عشر سنوات من الخبرة ولكنه عمل على مجموعة من المشاريع البسيطة والمتشابهة، وقس على ذلك في مختلف المواقف.

هناك عدة أعذار نحاول أن نواسي بها أنفسنا لتبرير خبراتنا الباردة المكررة، منها أن طبيعة عملنا تفرض ذلك، أو أن تغيير عملنا كل فترة واكتساب خبرات جديدة أمر شاق وغير متاح، أو حجج أخرى.

للخروج من فخ الخبرة المكررة، ربما عليك أن تسأل نفسك كل عام: ما الجديد الذي تعلمته هذه السنة؟ قد يكون الجواب مهارة جديدة، مشروع جديد، أو طريقة مختلفة لأداء العمل، والقائمة تمتد إلى أن تقتنع أنك أصبحت نسخة أفضل هذا العام من العام السابق.