ساعد الخيال على وصولنا إلى العديد من الإنجازات والفتوحات العلمية والتي نعتبرها اليوم من أساسيات الحياة.
يعتقد البعض أن هذه الأفكار الخلّاقة قد جاءت نتيجة التخطيط والتحليل والتطور التدريجي للممارسات الحالية، ولكن الأدلة تؤكد غير ذلك. فالعديد من الاختراعات والاكتشافات الهامة التي نتمتع بها اليوم مرّت في أذهان البعض قبل وقت طويل ولكن على سبيل الخيال دون محاكمة منطقية أو تفكير تحليلي وإنما أطلق هؤلاء لنفسهم العنان لتخّيل ما يرغبون دون قيد أو شرط.
كتب الفرنسي جول فيرن رواية من الأرض إلى القمر عام 1865 ووصف فيها إطلاق مركبة فضائية والهبوط على سطح القمر، وقد تحول هذا الخيال إلى حقيقة بعد 104 أعوام. في عام ١٨٨٩ كتب ذات الكاتب قصة قصيرة تخيّل فيها أن الناس سيتمكنون من الاستماع إلى الأخبار عوضاً عن قرائتها في الصحف، وبعد ٣٠ عاماً تحول هذا الخيال إلى حقيقية وكان أول بث إذاعي في عام ١٩٢٠.
تم ذكر الصور ثلاثية الأبعاد في قصص الخيال العلمي منذ عقود وجاء ذكرها في أحد أفلام حرب النجوم عام ١٩٧٧، ومنذ سنتين فقط أصبحت هذه التقنية متاحة وهي آخذة بالتوسع والانتشار بشكل مضطرد. قد يستغرب البعض إن علم أن هذا الخيال قد تواجد عند العرب قبل ذلك بكثير فقد كتب العالم العربي القزويني في القرن الرابع عشر ميلادي عن المخلوقات الفضائية، أو حافة العالم المسكونة من قبل كائنات غريبة في كتابه الأعوج بن أنفق.
هذه أمثلة من كثير من الحالات التي تخيّل فيها أشخاص أموراً غير واقعية ومن ثم ألهمت غيرهم لتحويلها إلى واقع.
من هنا، نطلق سلسلة الخيال الإداري ونترك لأنفسنا حرية تخيّل ما ستكون عليه الإدارة في المستقبل دون أن نقيّد أنفسنا بما هو متاح حالياً، ودون أن نحصر أفكارنا بما تخرج به الدراسات والأبحاث الإدارية الحالية، واضعين نصب أعيننا إلهام القادمين ولو بفكرة يمكن أن تترك أثراً للأجيال القادمة.
سيتم إرسال مقالات الخيال الإداري لجميع المشتركين في النشرة الإدارية. بالنسبة لغير المشتركين، يمكن الإشتراك مجاناً من خلال إدخال البريد الإلكتروني في الرابط أدناه.